لكل دولة عاداتها وتقاليدها وثقافتها والتي تعد الملابس جزءًا أصيلًا منها. وتتميز دولة الإمارات بلباسها الرسمي الجميل الذي يعبر عن أصالتها. وتتسم الملابس في الخليج عامة والإمارات خاصة بمراعاة قواعد الاحتشام وتغطية البدن والرأس ولبس النعال لمنع التصاق النجاسات في القدمين.
ويُعرف بأنه عند ارتداء الثوب يلزم ارتداء قطعة تحتها، وخلافًا لدول الخليج الأخرى والتي يرتدي فيها الرجال السروال أو كما يسميه البعض “الصروال” تحته، فيرتدي الإماراتيون وكذلك العُمانيون تحت الثوب أو ما يعرف لديهم باسم “الكندورة” أو الدشداشة الوزار أو الإزار باللغة العربية الفصحى. فما الذي يجعل الإماراتيون يرتدونه ويتمسكون به بدلًا من السروال كباقي دول الخليج؟
في البداية لا بد وأن نتعرف على أجزاء اللباس الرسمي لدولة الإمارات. فقد لعبت درجات الحرارة في تحديد نوعية الملابس، فارتفاع درجات الحرارة صيفًا حتّم وجود ملابس خفيفة فضفاضة بيضاء أو فاتحة، وقد يتم استبدال الملابس القطنية بالصوفية، أو الإبقاء على الثوب القطني مع ارتداء جاكيت شتوي.
ويرتدي الرجل الإماراتي تحت الكندورة أو الثوب قطعة تسمى الوزار، والوزار ثوب غير مخيط، يستر أسفل بدن الرجل إلى منتصف الساق أو الكعبين، فيلف حول الوسط ويشد بحقب من الجلد أو بريم من الصوف أو القطن، يعقد مباشرة على الخصر.
أغطية الرأس
القحفية: وهي قطعة قماشية مدورة بفتحات مزخرفة، وهو النوع الذي يُلبس مع الغترة، وهناك نوع ثاني أكثر سمكًا لا يلبس مع الغترة.
الغترة: قطعة قماشية مربعة الشكل بيضاء تُلبس فوق القحفية، وقد لا يُلبس فوقها العقال.
الشماغ: وهي كالغترة لكن الاختلاف بوجود النقشات عليها.
العقال: قطعة من الصوف تتكون من قطعتين وتُستخدم لتثبيت الغترة أو الشماغ.
ألبسة البدن الداخلية
الإزار: وهو قطعة قماش قطنية مستطيلة الشكل تلف على الجزء الأسفل من الجسم، وتوجد منه أشكال وألوان، لكن ما يتم ارتداؤه تحت الثوب، أبيض اللون ويخلو من الألوان المتعددة إلا من خط أفقي فيه، ويعتبره أبناء الإمارات من الملابس التي تحافظ على الهوية بدلًا من السروال.
الفانيله: وهي قطعة قماش قطنية رقيقة ذات أكمام قصيرة وفيها فتحة دائرية تحيط بالرقبة وقد تكون هذه الفتحة واسعة بحيث يبين من خلالها الجزء الأعلى من الصدر إلا أن الناس يفضلون تلك التي تغطيه بشكل أكبر.
السروال: وهو ما نعرفه، وما يرتديه معظم أبناء الخليج تحت الثياب، إلا أن الإماراتيين لم يعتادوا عليه وخصوصا أهل البادية فهم لايحبذون هذا النوع من اللباس ولكن مع ذلك فالبعض لبس هذا النوع من السراويل المصنوعة من القطن والتي يوجد في أعلاها خيط ” تكة ” لربط السروال.
ألبسة البدن الخارجية
الكندورة: وهي الملبس الرئيسي للرجل في الإمارات، يصنع من القطن بحيث يغطي الجسم كله من الأكتاف إلى الرجلين، وله أكمام طويلة، وفتحة للرقبة وتحتوي هذه الفتحة على مجموعة من الأزرة القطنية تصل إلى ثلاثة أزرة وفي الجانب الآخر خيوط تدخل في هذه الأزرة لإغلاق الكندورة، كما تحتوي على الفروخة وهي خيوط تتدلى في وسط الكندورة حيث تكون معلقة يمكن خلعها، وهي خالية تماما من الياقة وهي الأكثر انتشارا اليوم بين أبناء الإمارات كلهم.
البشت: قطعة من قماش الصوف تلبس فوق الكندورة ليس فيها أي نوع من أنواع الأزرار وهو مفتوح من الأمام كما لايوجد فيه أكمام وإنما هناك فتحتان لليدين، والبشت كما العباءة النسائية تتكون من قطعتين تخاطان أفقيا وتسمى المنطقة التي تلتقي فيه هاتان القطعتان “الجبنة” والذي يخيطها يسمى “المجبن” ولكن في بقية مناطق الخليج يقال لها “الخبنة” وهي صحيحة لغويا.
أنواع الوزار
لا يختص الوزار فقط بتغطية الجزء السفلي من البدن، إنما هناك أنواع منه يتم وضعها على الكتفين، وهي كالتالي
وزار لاس: إزار مصنوع من قماش اللاس المعروف، لونه سكري براق مشرب بقليل من الحمرة، وتحيط به حاشية حمراء مخططة ومضرسة.
وزار عوقدية: إزار قطني لونه أبيض حليبي ولامع، يتميز بحاشية مخططة بالألوان ومطرزة الحواف ومشبكة الأهداف. يوضع العوقدية على غرار اللاس على الكتف ويعقد حول الخنجر ويعد أيضًا من الأنواع الفاخرة.
وزار بنغالي: ينسب هذا النوع الى بلاد البنغال التي اختصت بصنعه، وهو إزار قطني يغلب على ألوانه اللون الأحمر.
وزار مدراسي: نسبة إلى منطقة مدراس بالهند، وهو إزار قطني مخطط بالطول والعرض، ويتميز بألوان صارخة: زرقاء وحمراء وخضراء.
وزار سْباعية: إزار قطني خفيف لونه أبيض وحاشيته زرقاء، حجمه صغير نسبيًا، ويوضع عادة على الكتف في فصل الصيف.
وزار فنتيري: إزار يغلب عليه اللون الأبيض، ويتميز بحاشية عريضة حمراء، شبهت بطائر الفنتير محجل السيقان.
وزار بوضريس: إزار متعدد الألوان، يتميز بحاشية مطرزة بأشكال مضرسة، وقد تكون التسمية تشبيهًا بأوراق نبتة بوضريس المعروفة في المنطقة.
ولا ينتشر لبس الوزار في الإمارات فقط، إنما هو لباس رسمي لا يتخلى عنه الرجال في عُمان تحت الدشداشة، لكن لماذا يستمرون في لبس الوزار على الرغم من أن السروال أكثر سترًا في نظر البعض؟
يرى الإماراتيون أنه يحافظ على الهوية أكثر من السروال، وانطلاقًا من التمسك باللباس الشرعي فهو لبس الإحرام، حيث يراعي فيه أهل الإمارات أن يكون محتشمًا كاملًا لا يُظهر شيئًا من الجسد.
وهناك أسباب تتعلق بأنه لباس فضفاض يجمع بين الستر والراحة، فيرى كثير منهم أنه أكثر سترًا من السروال للمناطق الحساسة ما قد يشكل إحراجًا للبعض. لكن يرى آخرون أن الوزار أقل راحة بالنسبة إليهم فنسمة واحدة من الهواء قد تؤدي إلى طيران أطرافه، كما أنه لباس يصعب ارتداؤه على كثيرين إذ إن له طريقة معينة، وحجة البعض أنه لباس دخيل يشتهر الهنود بلبسه.
يذهب البعض ممن يتمسكون بالوزار إلى اعتبار لبس السروال تحت الثوب أمرًا معيبًا وفيه تخلٍ عن اللياقة والأدب والحشمة التي حافظ عليها أهل الخليج. ويتمسك الإمارتيون بالوزار بشكل كبير جدًا، ومنها قصة تحكي عن تمسك كثير من الإماراتيين به ممن انتقلوا للعمل في السعودية. ومنهم غانم العصري الذي كتب أبياتًا من الشعر يعبّر فيها عن ضيقه من اضطراره للبس السروال تحت الثوب، بعد أن انتقل للعمل في أحد شركات البترول في الدمام، حيث كان يعاني الكثير من أبناء الإمارات نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من ظروف اقتصادية صعبة ما اضطرهم للسفر إلى المملكة والعمل فيها.
ويظهر الحزن في أبيات الشعر للعصري حيث لم يعتد على لبس السروال كبدوي
ليْ شار بالدّمام ما شار
بَدْعي عَسَنَّ اللّه ايجازيْه
تصبَحْ وتَمْسي دومْ محتار
والقَلْبْ ما لَهْ من يِسَلّيه
أصْفَجتْ باليمنى على ايْسار
ويْن الصّديجْ اللّيْ يشاكيه
تعْبان مِنْ فارَقتْ لخْيار
يِحْرَمْ عَلَيَّه القْوتْ ما ييِه
الزّيْن بوزلفين وِهْيار
مَضْنون عينيْ مِنْ يساويه
أشْوف قَلْبي هوبْ صَبّارْ
تَعْبان ما ظِنّيْ أوَفّيه
لا بارَك الله في هالسّفار
خِبيْل ليْ يْفارِجْ أهاليْه
حِطْ بَنْطَلونْ أوْتوخْ لوزار
صِرْوالْ حَقْ الشّغِلْ تَبْغيه
واللّه لوْ ما حاتِيْ العار
اللَّنْج قَبْل اللّيلْ لَضْويه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق