ماركة لاكوست من أهم الماركات العالمية، وأكثرها انتشارًا، حيث تقدم العطور والملابس والأحذية، لكن ما قصة التمساح الذي تتخذه الشركة شعارًا لعلامتها التجارية؟
كان الفرنسي رينيه لاكوست نجم رياضة التنس، وقد كان في العامين 1926 – 1927 البطل الأول في العالم، وخلال مسيرته في التنس حقق سبع بطولات جراند سلام للتنس. لكنه لم يكن مرتاحًا بالملابس الخاصة بهذه الرياضة والتي كانت قمصان بأكمام طويلة، وأيضًا سراويل طويلة وربطة عنق. فقد كانت قطعًا كثيرة من الملابس غير المريحة للاعب حين يحتاج للقفز والصد والرمي.
ويقول لاكوست أن القصة بدأت حين لاحظ أن صديقه يرتدي قميص لعبة البولو في الملعب. فتعاقد مع خياط إنجليزي لخياطة قمصان صوفية وقطنية. كما أنها كانت فكرة يُحتذى بها بعد ارتداء لاعبي التنس الإنجليز في الهند قمصان بولو في القرن التاسع عشر، ومنها انتقلت إلى الولايات المتحدة. وقد ارتدى لاكوست قميصه للمرة الأولى عام 1926 في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة في مدينة نيويورك.
وفي ذلك الوقت أُطلق على لاكوست لقب “لاكوست التمساح” من قبل مشجعيه ووسائل الإعلام. وقد أطلقت عليه الصحافة الأمريكية لقب “Alligator” والتي تعني تمساح أيضًا بعد رهان مع كابتن فريق في كأس ديفيس الفرنسي على حقيبة جلدية مصنوعة من جلد التمساح. وحين عاد إلى فرنسا تحولت “Alligator” إلى “Crocodile” وقد عُرف بعدها لاكوست بالتمساح إلى الأبد.
وقد أصبح التمساح ليس مجرد لقب، إنما اتخذه كشعار له على قمصانه الرياضية، فقد كانت علامته الخاصة قبل أن تصبح علامة تجارية عالمية. وبعد أن اعتزل لاكوست اللعب في أوائل عام 1930 أسس شركته “لا شيميس لاكوست” مع صديقه “أندريه جيلير”، وهو رئيس أكبر شركة لملابس التريكو في فرنسا، وذلك لإنتاج وبيع قمصان مطرزة بعلامة التمساح. وقد عرفت قمصان لاكوست للتنس طريقها إلى الولايات المتحدة عام 1952. وقد تم تسويقها في الولايات المتحدة باسم “Izod Lacoste” لأنها مرخصة باسم “Izod”.
أصبحت العلامة التجارية معروفة باسم “إيزود لاكوست” ، لكنها لم تجد إقبالًا كبيرًا في الخمسينيات لشراء قميص بـ 8 دولارات لوجود تمساح صغير مطرز عليه من ناحية الصدر. فكانت لـ “فينسنت بول درادي” والذي رخّص القميص باسم إيزود فكرة بتقديمه إلى أصدقائه من الشخصيات المشهورة كالرئيس جون إف كينيدي، وأيزنهاور، وبينج كروسبي، ومن هنا بدأت شهرة قمصان لاكوست في المتاجر. وقد لاقت قمصان “إيزود” كما عُرفت في ذلك الوقت شهرة بين الأجيال في السبعينيات والثمانينيات خاصة بين المراهقين.
وبحلول التسعينيات بدأ هذا الاتجاه يتلاشى، وقد انفصلت إيزود عن لاكوست عام 1993. ومع مرور السنين لاقى شعار التمساح الكثير من المقلدين والمعجبين، فكثير من المصممين من مختلف العلامات التجارية اتخذوا الحيوانات كشعار لعلاماتهم على القصمان فالحصان كعلامة لماركة رالف لورين، والأسماك المرلينية لماركة تومي بهاما.
وقد أدى هذا الشعار إلى الدخول بدعاوى قضائية، فقد دخلت شركة “Crocodile Garments” الصينية للملابس الجاهزة في حرب لأكثر من عقد لادعائها بحقها بامتلاك شعار التمساح، لكنها اضطرت في النهاية إلى التنازل عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق