شهدت شوارع العاصمة البريطانية لندن اختفاء تدريجي لـ صناديق القمامة، الأمر الذي نتج عنه بعض التساؤلات عند الكثير الوافدين والسياح. يتحدث “بيتر جاكوبس” وهو أحد محرري موقع بزنس انسايدر عن هذه الحالة، ويقول: “منذ إنتقالي للعيش في لندن قبل ستة أشهر لم أجد أي صندوق أو حاوية لرمي القمامة بها. مما جعلني أتساءل عن السبب في اختفاء صناديق القمامة”.
يقول جاكوبس بأنه عاش معظم حياته في مدينة نيويورك، وكان يوجد بها سلة مهملات في كل زاوية، أما في لندن، فإنه لم يجد هذا الترف، حيث يتابع: “عندما أسير في الشارع وأتذكر أنني بحاجة إلى رمي شيء، لا أستطيع أن أجد سلة مهملات إلا نادراً”.
وأضاف: “كوني أعمل محرر، فقد اعتقدت في البداية أن هذا العمل وسيلة للحد من ظاهرة النفايات، ولكنني أدركت بعد ذلك، بأن لندن مكان مختلف، وإن ندرة حاويات رمي القمامة تأتي بسبب المخاوف المتعلقة بالهجمات الإرهابية، حيث عانت لندن من التفجيرات على مدى عقود، وكانت صناديق القمامة هي النقطة المفضلة لوضع القنابل”.
تقول سارة جوديير لموقع CityLab: “في لندن، تم التخلص من صناديق القمامة في المحطات والعديد من المواقع الأخرى وسط المدينة منذ سنوات، وذلك لأن الجيش الجمهوري الإيرلندي استخدم تلك الصناديق لوضع القنابل المتفجرة” وتُضيف: “كانت الصناديق المعدنية خيار ممتاز للإرهابيين لأنها كانت تنثر الشظايا القاتلة بعد انفجار القنابل”.
تستدل جوديير بحديثها من صحيفة نيويورك تايمز لمقال يعود لشهر فبراير من عام 1991، يصف تفجيرات الجيش الجمهوري الايرلندي، وتقول: “قنبلة واحدة، كانت مخبأة في سلة المهملات، انفجرت في الساعة 7:40 صباحاً في محطة فيكتوريا التي كانت تكتظ بالركاب”.
وفقاً للمقال، فإنه بعد ذلك الانفجار، قالت شرطة لندن بأنها ستزيل جميع صناديق القمامة من محطات السكك الحديدية.
لكن ذلك لم يُنهي الهجمات الارهابية باستخدام صناديق القمامة. يشير التسلسل الزمني للنشاط الإرهابي من العام 1992 – 1995، إلى أن الجيش الجمهوري الإيرلندي قام بتفجير 16 قنبلة صغيرة في جميع أنحاء لندن، ومعظمها كانت في صناديق القمامة وأكشاك الهاتف، وفقاً لخبراء مكافة الإرهاب إدوارد مايكولوس وسوزان سيمونز.
نظراً لأن غالبية المصابين، كانوا بفعل الشظايا المتناثرة، فقد عادت حاويات القمامة لمترو الأنفاق في لندن، ولكن بأعداد قليلة وتتكون من أكياس بلاستيكية شفافة معلّقة، والتي تجعل من السهل التعرف على أي قنبلة خطيرة بداخلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق